الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين
UNION NATIONALE DES BARREAUX ALGERIENS
المحكمـــــــــة العليــــــا
حي 11 ديسمبر 1960 بن عكنون - الأبيار - الجزائر العاصمة
بيــــــــان استنكــــــار و إدانـــــــــة
لم تقتصر الهجمة الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام المصرية عبر مختلف قنواتها على المناصرين و الطبقة الشعبية, بل تعدت إلى الطبقة التي يفترض أنها مميزة بمكانتها الاجتماعية و ثقافتها و تقليدها و أعرافها, و هي هيئة المحامين الذين لم يكتفوا بالظهور على القنوات الإعلامية بمختلف الأكاذيب و التهجم على زملائهم بالبهتان و التضليل و من غير احتشام يتشدقون بدفع دولار عن كل محامي مصري لمحامي فلسطيني, في حين يغضون الطرف عن تجارتهم بدماء أطفال غزة وشعبها و بالمتاجرة بجثث أطفال جنوب لبنان.
إن الفلسطينيين يعرفون تمام المعرفة صديقهم من عدوهم و يفرقون بين الخونة والجبناء و بين الوطنيين و الشجعان.
إن الفلسطينيين يتفكرون جيدا إعلان الدولة الفلسطينية من ارض البطولات و الأمجاد و الشهداء الجزائر, كما يتذكرون بالأمس القريب إعلان الحرب على غزة من طرف وزيرة خارجية الكيان الصهيوني من ارض التطبيع و الانبطاح, ارض المتاجرة بدماء شهداء غزة و جنوب لبنان, ارض الاقتيات من أشلاء شهداء فلسطين و لبنان, مصر.
إن الاعتداء على رمز السيادة الجزائرية و حرق الراية الوطنية في شوارع القاهرة من طرف محامين لا يمكن أن يوصف إلا بهمجية مفرطة, و بعداء سافر و بحقد دفين تكنه هيئة الدفاع المصرية للجزائر و لرموزها و سيادتها ظنا منها إن ذلك يقلص من دور الجزائر و دور هيئة الدفاع الجزائرية الفعال في مختلف المحافل الدولية, لكن هذا لا يزيد إلا في رفع أسهم الجزائر على مختلف الأصعدة و في مختلف المستويات, لأن الأكاذيب و التضليل و الهجمة المسعورة التي تنفخ بها أبواق مصر المختلفة, تكشف نواياها المبيتة و حقدها الدفين على كل ما هو جزائري, لأن الجزائر أبية الصامدة القوية هي الجدار الذي تنكسر عنده كل المحاولات المصرية التي تعمل على حمل العرب والمسلمين للركوع أمام الكيان الصهيوني قاتل الأطفال و العجائز و الشيوخ, و تقبيل أيديهم الملطخة بدماء الشعب الفلسطيني و الشعب اللبناني لو رجع قليلا المحامون المصريون الذين يحرقون الراية في شوارع القاهرة و يرفعون الراية اليهودية عاليا مع ضرب الطبول لإنشاد السلام الوطني و الصهيوني إلى الوراء, و تفحصوا تاريخ الحروب العربية الصهيونية لاكتشفوا و لا أعادوا إلى أذهانهم انه لولا الجزائر و أبطال الجزائر و شهداء الجزائر الذين سقت دمائهم أراضي سيناء المصرية, و مختلف الجيوش العربية التي دفعت عن القاهرة لكانت محافظة من محافظات الكيان الصهيوني الآن, أنسوا يوم كانوا المصريون ينادون و يبكون و يستنجدون و يصرخون: إن القاهرة دخان ونار...
ألم يتساءل المصريون و محاموهم عن أسباب النكسة العربية في مختلف هذه الحروب؟
إنها ببساطة خيانة مصرية... نعم خانت مصر نفسها و تسببت في نكست العرب, كل العرب, و تسببت في إرساء كيان الدولة الصهيونية في أراضي فلسطين, ثم لنتساءل عن سبب هذه الخيانة... إن سببها الجبن و الخضوع لأوامر الأسياد أمريكا و حلفائها وأيضا مد اليد لشحذ الإعانات التي تأتي على حساب أشلاء الأبرياء و الشهداء.
إن اتحاد المحامين العرب ليس ملكا لمصر, و إن كان مقره بالقاهرة بل هو ملك لجميع العرب, و ستبقى الجزائر عضوا فعالا في مختلف أجهزته رغم انف مصر و محامي مصر.
يعيب محاموا مصر دور الجزائر في هذه الهيئة العربية التي يفتخر بها كل العرب, و لنسألهم عن دورهم فيه؟ ماذا قدموا و بماذا شاركوا؟ لكن لنتساءل عن الإستفادات المصرية من هذه الهيئة بفضل وجوب مقرها في القاهرة؟ العرب و محاموهم كلهم يعلمون ذلك.
إن من يدعي الحضارة و التحضر و التمدن يجب أن يكون إنسانا متحضرا و متمدنا, لكن ما قام به محامون مصريون من الحرق و الدوس للراية الوطنية الجزائرية - وهي لاتختلف عن أعمال البلطجية كما يصفونها هم - يدل على مستوى الانحطاط الذي تتصف به هذه المجموعة التي أعماها تعصب و حقد و البغض لبلد أفضاله لا تعد و لا تحصى عليهم.
إن الإتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين, يدين بشدة كل ما تناولته القنوات الفضائية المصرية على لسان نقيب محامين مصر, و بالتضليل الذي مارسه في كل تدخلاته و تحريفه حتى للبيان الذي وجه إليه بصفته رئيسا للإتحاد المحامين العرب وليس بصفته نقيب محامي مصر.
يستنكر التصرف الجبان و المخزي الذي قام به المحامون الذين أحرقوا و داسوا الراية الجزائرية, رمز السيادة, هذا التصرف يتنافي و مواثيق و قوانين إتحاد المحامين العرب, و كل القوانين و الأعراف و العهود الدولية.
يدعوا الإتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين المكتب الدائم لإتحاد المحاميين العرب بإدانة هذا التصرف الطائش و الذي يسيء لا إلى الجزائر فقط و إنما إلى كل العرب.
يدعو الإتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين بإدراج هذه الأحداث ضمن جدول أعمال المكتب الدائم المقرر ليومي 13 و 14 ديسمبر 2009 بدمشق (سوريا).
إن الراية الوطنية الجزائرية تبقى دائما و أبدا مرفوعة رغم أنف كل من يسيء إليها.
تحيا جزائر العزة و الكرامة شامخة رغما عن أعدائها و المتربصين بها.
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.
رئيس الاتحاد
النقيب مناد بشير